“التحديث الاقتصادي”الاستثمار بالتوازي مع التسويق لتطوير مواقع السياحة العلاجية

دعا خبراء إلى ضرورة العمل ضمن خطين متوازيين لاستثمار مواقع السياحة العلاجية في المملكة من جهة وتسويق هذه المواقع عبر حملات متخصصة من جهة أخرى.

يأتي هذا في وقت يؤكد فيه الخبراء أن ثمة مجموعة من المعيقات التي لا بد من تخطيها للنهوض بقطاع السياحة العلاجية والانتقال إلى مستوى أعلى من المنافسة مقارنة بدول الجوار والمنطقة.

وقال رئيس الجمعية الأردنية للسياحة الوافدة عوني قعوار “إن المملكة تضم مواقع عدة منفردة على مستوى العالم مثل البحر الميت وفريدة من نوعها كحمامات ماعين وعفرا، وهذه يجب استغلالها واستثمارها في جذب أكبر عدد من الزوار الى المملكة”.

وأكد قعوار أن على الجهات المعنية تكثيف العمل لتطوير تلك المواقع لتكون قادرة على منافسة دول الجوار والدول المتخصصة في السياحة العلاجية والاستشفائية.

وأضاف “يجب العمل على التسويق والترويج لمزايا البحر الميت وحمامات ماعين وعفرا والمواقع الأخرى”.

وبين قعوار أن هنالك منافسة قوية من قبل فنادق البحر الميت من جانب الكيان الصهيوني، فيما يجب العمل على دعم المنشآت السياحية في البحر الميت لتكون قادرة على جذب الزوار اليها.

وأشار إلى أهمية إقامة معارض ولقاءات متخصصة في السياحة العلاجية والاستشفائية وتحسين الخدمات المقدمة في هذا النوع من السياحة.

وأكد عضو مجلس إدارة جمعية المستشفيات الخاصة د.أحمد الأحمد، أهمية السياحة العلاجية والاستشفائية التي تشكل دخلا اقتصاديا قويا وبيئة خصبة لتوفير فرص العمل.

وقال الأحمد “يجب العمل على تقديم تسهيلات لمختلف الجنسيات القادمة الى المملكة لغايات العلاج والاستشفاء من خلال سرعة الحصول على التأشيرة وسهولة الدخول الى المملكة”.

وأكد الأحمد ضرورة توفير خطوط طيران مباشرة الى الدول مثل السودان والجزائر، إضافة الى غيرها من الدول التي تستهدف المملكة بهذا النوع من السياحة.

وأشار الأحمد الى أهمية التعاون المشترك بين وزارة الاستثمار والسياحة وهيئة تنشيط السياحة، إضافة الى الصحة، وتفعيل مبدأ التشاركية مع القطاع الخاص لتقديم منتج سليم وسريع ومتكامل.

وشدد على ضرورة تعويض نقص الكوادر الطبية في المملكة؛ إذ يحتاج القطاع الطبي الى زيادة في أعداد كوادره ليستطيع تقديم خدماته الطبية بسرعة ودقة.

وطالب الأحمد، وزارة الصحة، بضبط التكاليف التي تعد مرتفعة جدا مقارنة بالدول المجاورة، وهذا الارتفاع نتيجة الكلف المفروضة على القطاع الطبي، وخاصة المستشفيات التي يترتب عليها فواتير كبيرة تذهب ما بين ضرائب وكلف تشغيل، إضافة الى الطاقة والرواتب وغيرها من الالتزامات.

كما طالب الأحمد، وزارة الصحة، بتفعيل نظام الحوكمة والأتمتة الذي سيؤدي الى منافسة حقيقية في هذا المجال في حال تم تفعيله، إضافة الى إعطاء المريض راحة وثقة في المملكة ومحاسبة المسؤولين عن الأخطاء الطبية والمراقبة من خلال الجهات المختصة.

وأكد الأحمد أهمية الترويج والتسويق للمملكة لتكون بيئة جاذبة لهذا النوع من السياحة في ظل وجود المتطلبات لتحسين وتطوير السياحة العلاجية والاستشفائية.

ومن ناحيته، أشار نائب رئيس جمعية الفنادق الأردنية حسين هلالات إلى ضرورة تنفيذ برامج متكاملة للسياحة العلاجية تبدأ من المطار وتنتهي في المطار.

وشدد على ضرورة خفض الكلف حتى تصبح الأردن منافسة على مستوى المنطقة وتحافظ على ديمومة القطاع.
وعلى صعيد متصل، قال مدير عام هيئة تنشيط السياحة “إن الهيئة تقوم بالتسويق والترويج للمملكة بمختلف دول العالم لجذبهم الى زيارة الأردن”.

وأكد عربيات أن الهيئة تقوم بحملات مكثفة لاستقطاب السياح لمختلف أنواع السياحة.

وأضاف أن الهيئة تقوم بالعمل مع الجمعيات المتخصصة في السياحة العلاجية لتحيق الطموح والغاية لتقديم الأردن كوجهة مميزة في هذا النوع من السياحة.

وطالب عربيات، الجهات المختصة في سياحة الاستشفاء، بتطوير هذا النوع من السياحة وإقامة المراكز والعيادات في المواقع مثل البحر الميت الذي يفتقد لوجودها، وبالتالي سيؤثر على تراجع منتجات وخدمات سياحة الاستشفاء.

وحول السياحة العلاجية، أكد عربيات أن المملكة تشهد إقبالا واضحا عليها من مختلف دول العالم وحققت أرقاما مطمئنة في هذا المجال.

وبين عربيات أن الهيئة تقوم بالعمل المشترك مع أي جهة لغايات التسويق والترويج لجذب أكبر عدد ممكن من السياح الى المملكة.

ويشار إلى أن رؤية التحديث الاقتصادي اقترحت تطوير المنتجات الخاصة بالسياحة بأنواعها المختلفة، إضافة إلى تفعيل مبادرة الاستثمار السياحي.

وبينت رؤية التحديث الاقتصادي التوجه الاستراتيجي من خلال تطوير الإمكانات في الأردن ليصبح أفضل الوجهات السياحية للباحثين عن تجارب على المستوى العالمي في السياحة العلاجية ومختلف أنواع السياحات الأخرى وأن تصبح المملكة وجهة رئيسية للسياحة المتخصصة.

وبينت الرؤية في التوجه الاستراتيجي حول السياحة العلاجية أن يتم العمل على أن يصبح الأردن من الوجهات المفضلة للسياحة العلاجية والخدمات الطبية والرعاية الصحية بجودة عالية وبأسعار مناسبة.

وتضمنت رؤية واقع قطاع السياحة العلاجية أنها واعدة ولها القدرة على المنافسة في سوق السياحة العلاجية سريعة النمو؛ إذ تحظى المملكة باهتمام من السياح الباحثين عن تجارب متخصصة في السياحة التراثية والطبيعية والعلاجية.
يذكر أن هيئة تنشيط السياحة أنشأت وحدة متخصصة بالسياحة العلاجية والاستشفائية في أيلول (سبتمبر) 2017 بموازنة 400 ألف دينار، وهي معنية بترويج وتسويق المنتج السياحي الصحي الأردني.

واستقبلت المملكة قرابة 90 ألف مريض خلال النصف الأول من العام الحالي.

وانخفض عدد الزائرين للمملكة بقصد العلاج إلى حوالي 111 ألف زائر سنويا، في حين كان عددهم قبل الجائحة نحو 250 ألف زائر سنويا، وفقا لإحصائيات رسمية صادرة عن وزارة الصحة.

شارك
الى الأعلى