"السياحة العالمية" تعتمد الأردن مركزا ومقصدا علاجيا واستشفائيا في الشرق الأوسط

البحر الميت 8 حزيران 2023 (الغد)- أعلنت منظمة السياحة العالمية الاردن مقصدا اقليميا للسياحة العلاجية والاستشفائية في الشرق الاوسط.

وجاء هذا الاعلان امس خلال اجتماع اعمال مؤتمر السياحة العلاجية والاستشفائية في منطقة البحر الميت.

وقال خلال الاجتماع التاسع والاربعين الامين العام للمنظمة زوراب بولوليكاشفيلي ان الأردن مركز ومقصد إقليمي للسياحة العلاجية والاستشفائية في الشرق الأوسط.

من جهته قال وزير السياحة والآثار مكرم القيسي في كلمة في الافتتاح ان الإعلان يعد شهادة فخر ووساما نضعه على صدورنا، إقرارا بمكانة مملكتنا الطبية الراسخة على خريطة المنطقة والعالم. مشيدا بجهود منظمة السياحة العالمية.

واستعرض الوزير القيسي ميزات أسهمت في نجاح الأردن مقصدا إقليميا للسياحة العلاجية الاستشفائية ابرزها توفر الكوادر المؤهلة تأهيلا عاليا في تخصصات الطب والتمريض والصيدلة، لافتا الى ان عدد الأطباء وصل إلى ما يقرب من 30 ألف طبيب ممن يتمتعون بتعليم أكاديمي وتدريب مميز من أفضل الجامعات والمستشفيات والمراكز العالمية.

وبهذا الخصوص قال الوزير القيسي ان المملكة تتمتع بنسبة أطباء إلى عدد السكان هي من أعلى المعدلات في العالم. حيث بلغت حوالي 6ر26 طبيب لكل 10 آلاف نسمة في عام 2021، وهذا يفوق المتوسط العالمي البالغ 2ر17 طبيب لكل 10 آلاف نسمة.

وأضاف أن الامر نفسه ينطبق على الكادر التمريضي، حيث بلغ عدد الممرضات والممرضين حوالي 2ر35 لكل 10 آلاف نسمة في الأردن في العام ذاته، وهذا أعلى بشكل ملحوظ من المتوسط العالمي البالغ 7ر28 لكل 10 آلاف نسمة.

وأكد الوزير القيسي تميز الأردن في مجال البنية التحتية وقال "لدينا بنية تحتية طبية متطورة، من مستشفيات ومراكز طبية متخصصة، والتي تعمل في المملكة وفق أعلى المعايير العالمية وتتمتع بالاعتماد الدولي.

كما أكد تميز الأردن بانخفاض التكلفة العلاجية مقارنة بالعديد من دول العالم، وتميزه بجودة الخدمات المقدمة، ووجود أنظمة تأمين صحي وفق أفضل المعايير المهنية، ووسائل رقابة صارمة للحفاظ على مستوى الرعاية الطبية التي يتلقاها السائح في بلدنا، "لنكون بكل ذلك خير مضيف لزوارنا الذين آمنوا بنا وبقدراتنا".

وقال ان الأردن اطلق خلال عام 2020، منصة "سلامتك" المتخصصة في استقبال طلبات الراغبين بالسفر إلى الأردن، لتلقي العلاج من دول المنطقة مستعرضا ابرز الإنجازات التي حققها القطاع الطبي الأردني وتشمل اجراء أول عملية قلب مفتوح قبل 53 سنة، وأول عملية زراعة كلى كانت في عام 1972 وأول عملية زراعة قلب عام 1985 وأول زراعة للخلايا الجذعية في العام نفسه.

وبعدها بسنتين تحققت أول ولادة طفل أنابيب، ثم بعد أقل من عقد نجح أطباء أردنيون في أول عملية زراعة نخاع عظمي، وذلك عام 1995 وبعد ثلاث سنوات حصلت أول عملية زراعة قوقعة للأذن. وفي عام 2004 نجحت أول عملية زراعة كبد. وتقدم الطب في المملكة حتى حقق أطباء أردنيون أول زراعة صمام أبهري عبر القسطرة العلاجية، وذلك عام 2009. وتوجت هذه النجاحات النادرة عالميا عام 2021 بإجراء أول عملية فصل توأم سيامي.

وأشار الوزير القيسي الى وجود منتجعات استشفائية خلابة كالبحر الميت وحمامات ماعين والحمّة الأردنية ووادي رم وغيرها، وتوفر الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة من مراكز الأشعة والمختبرات ومراكز علاج الأورام والطب النووي وغيرها.

وقال إن الأردن يحظى بموقع جغرافي مميز، وبطبيعة ساحرة، وسهولة الدخول الى المملكة ومنح التأشيرات، والأمن والاستقرار، والتشريعات الخاصة بالقطاع الصحي، والحرص الرسمي على تقديم المزيد من الحوافز عبر تسهيل إجراءات السفر ومتطلبات التأشيرة وغير ذلك.

وأشار الى جهود الوزارة وهيئة تنشيط السياحة وأثر هذا التعاون عبر وحدة السياحة العلاجية والاستشفائية فيها – في تنفيذ حملات تسويقية وتوعوية للترويج للمنتج العلاجي والصحي والاستشفائي الأردني، وبما يتوافق مع أعلى الممارسات العالمية وبالتناغم مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للسياحة للأعوام 2021 -2025، والتي ركزت على أهمية تعزيز السياحة العلاجية، والترويج لترسيخ سمعة الأردن الطبية المميزة على مستوى العالم.

وقال ان الأردن استقبل ما يقرب من مليون مريض من 71 دولة خلال الأعوام الخمس الماضية، مع استثناء عام 2020، وهو عام جائحة كورونا.

وأوضح أنه توجد حاليا في المملكة 121 مستشفى تقدم خدماتها للمرضى الأردنيين وغير الأردنيين. ويشكل عدد المستشفيات الخاصة 71 مستشفى، أما المستشفيات الحكومية فيبلغ عددها 33 والعسكرية 15 مستشفى إلى جانب مستشفيين جامعيين. وتوفر هذه المستشفيات، التي تضم حوالي 16 ألف سرير، مختلف الاختصاصات الطبية التي تجذب السائح العربي والدولي.

من جانبه قال وزير الصحة الدكتور فراس الهواري في الافتتاح ان الرعاية الصحية والسياحة العلاجية من أولويات النمو ‏الاقتصادي التي نصت عليها رؤية التحديث الاقتصادي، ولدينا العديد من الفرص الواعدة لاقتصادنا الأردني في قطاع السياحة العلاجية، وتعمل الحكومة على استغلال الإمكانات والقدرات والمميزات التي تتوفر في هذا القطاع من وجهات علاجية متعددة كالمستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة.

وأشار الى تشكيل لجنة عليا لإعداد وتطوير تعليمات لتجهيز حزم خدمات شاملة ومسعرة مسبقا لعروض السياحة العلاجية للمرضى ومرافقيهم، "وهذه الحزم حاليا هي طور الإعداد".

وقال الوزير الهواري ان هذا التواجد الإقليمي والعالمي لإعلان الأردن من قبل منظمة السياحة العالمية وجهة للسياحة العلاجية والاستشفائية على مستوى الإقليم، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك على أن الأردن قد أتم بنجاح مرحلة التعافي من تداعيات جائحة كورونا ليعود مرة أخرى على طريق النمو والازدهار في السياحة العلاجية.

وعلى صعيد متصل اجمع مختصون في جلسة نقاشية ضمن فعاليات مؤتمر السياحة العلاجية الذي استضافه الأردن بمشاركة ممثلي 13 دولة عربية ومسؤولين من منظمات عربية ودولية على ان المستوى المتميز الذي حققه القطاع الطبي الأردني وعلاقات المملكة الأممية اهلت الأردن ليكون مركزا ومقصدا للسياحة العلاجية والاستشفائية في الشرق الأوسط.

من جانبه أثنى مدير عام هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبدالرزاق عربيات على جهود منظمة السياحة العالمية ودعمها الأردن مركزا للسياحة العلاجية في الشرق الأوسط مؤكدا أن هذا الإعلان يضع على كاهل الهيئة مهام إضافية لتعزيز الاستفادة من هذا المنجز.

وقال ان الهيئة تواصل جولات الترويج للسياحة العلاجية في الأردن واعدت منتجات تحظى بحوالي 100 ألف متابع كما اعدت الهيئة 45 حزمة لتسويق السياحة العلاجية في المملكة مستعرضا الإجراءات والحزم التي أعدتها وتنفذها الهيئة بهذا الخصوص.

وقال الدكتور عربيات ان هيئة تنشيط السياحة تتعاون مع القطاع الخاص الأردني في تنفيذ خطط تسويقية خاصة بالسياحة العلاجية والاستشفائية كما تعمل الهيئة على مجموعة إجراءات وحزم لترويج السياحة العلاجية وتتواصل مع ناشطين ومؤثرين بهذا الخصوص.

من جهته قال رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور فوزي الحموري ان اعتماد منظمة السياحة العالمية الأردن مركزا للسياحة العلاجية خطوة مهمة تعزز دور المملكة على خريطة السياحة العالمية وتأتي اعترافا بالمنجز الطبي الأردني الذي يمتاز بتكامل الخدمة من خلال بنية تحتية وكلفة طبية منخفضة مقارنة بالعالمية وحصول المستشفيات الأردنية على شهادة الاعتماد العالمية.

وأشاد الدكتور الحموري بالشراكة ما بين القطاعين العام والخاص والتي تشكل رافعة لدعم القطاع الصحي في الأردن مؤكدا ان الحفاظ على جودة المنتج الطبي الأردني يتم من خلال التطوير اللمستمر لأداء القطاع والعاملين فيه.

شارك
الى الأعلى